أتاني اتصال من أحد الإخوة يخبرني فيه أن هناك (زبون) ممن يكتب قبل إسمه حرف الدال (د) ويريد أن أصمم له بعض الأشياء ويريد الجلوس معي لرؤية أعمالي ولنتفق على العمل ، حددت موعداً وأجلت بعض الأعمال من أجل موعدي مع (الدكتور) ، أتيته في مقر عمله ، وبعد الترحيب بدأت بعرض أعمالي عليه ثم أعجب بها ، وبدأنا في الاتفاق على العمل واتفقنا على عمل خمس بنرات بأحجام كبيرة بمقاسات ما بين 5متر والمتر ، أي كلها بأحجام كبيرة ، ثم أتينا للمرحلة التي دائما ما أكره أن أصل إليها بسبب عقليات البعض ، فسألني بكم ستكون الكلفة ، فهنا سكت قليلاً ، ثم عملت مقدمة بأن الأعمال من ذات الأحجام والمقاسات الكبيرة وأنها ستكون متعبة على الجهاز ووو…الخ .
فأعطيته سعر اعتقد اني ظلمت نفسي بالسعر ، فقال (الله) ممدودة ومشدودة وبصوت المفجوع مع نظرة المغشي عليه من الموت ، هنا قلت في نفسي الله يستر يا محمد ماذا فعلت للرجل حتى كاد يموت ، هل السعر الذي ذكرته يستحق كل هذه الحالة الهستيرية وكل هذا التهويل ، فربما البعض يسأل كم السعر يا محمد ، ويبدو أنك اعطيته سعر خيالي ، ومتأثر بأسعار المصممين الأجانب أصحاب الأرقام العالية ، لكن قبل ذلك أقول أن زبوننا الدكتور ما هو إلا مندوب أو مفاوض لصاحب العمل الأساسي وهي جامعة سعودية ميزانيتها في السنة أكثر من 2000.000.000 ولمن لم يتعود على هذه الأرقام (مثلي) كتابتها تكون ( 2 مليار ريال سعودي ) ولتحديث موقع الجامعة تم دفع 200.000.000 مليون (مئتين مليون ريال سعودي) نعم هذه حقيقة تم دفع هذا المبلغ من أجل تحديث موقعها وبوابتها الإلكترونية وقد تم فضحهم في ذلك في الصحف ، وموقع الاستخبارات الإمريكية ربما لم يكلف نصف هذا المبلغ ، عموماً حتى لا نستطرد ونعود لصاحبنا الدكتور والمبلغ الذي قلته له ، كان على التصميم الواحد 2000 ريال ، أعتقد أنه من حقي لو طلبت من جامعة لديها من الميزانية أكثر من 2 مليار ريال ، لكن أيضاً لم أطلب 2000 ريال حتى يصاب دكتورنا بنوبة قلبية وأتهم بقتله إن تأزمت النوبة ، لكن طلبت 250 ريال على البنر الواحد ، نعم فقط 250 ريال ، ومع ذلك كاد يجن جنون دكتورنا ، لكن ليت الموقف انتهى هنا لكن الطامة الكبرى حين قال (الله) ممدودةٌ مشدودة ، فقلت بكم تريدها إذاً ، – ووالله لا أكذب عليكم ولا أزيد ولا أنقص – بل قال ، مفروض تصممها ببلاش ، نعم يريد كل هذا بلاش مجاناً ، أنا هنا وصل عداد الضغط إلى (H) ، ولست مصدقاً ما أسمع ، لكنه أردف قائلاً طيب والطباعة بكم تطبعها؟ ، فأخبرته أني فقط أصمم ولا أطبع ولا أملك مطبعة ، فأخذ يتفلسف ويقول : مفروض ان يكون عندكم مطبعة ووو…الخ ، لكن 250 كثيرة ، هنا ذكرت له ، هل تعلم أن مسابقات تصميم شعارات الجامعات و الوزارات أقل سعر يكون بـ 30.000 ريال ، فبادرني بجواب غبي أيقنت أني أضعت وقتي على عقليات لا تفقه شيء في التصميم ، فقال الشعار غالي لأنه شيء يُبتكر ، وختمت لقائي معه بسؤال مثله ، والبنرات الخمسة التي تريدها هل ستبتكر نفسها بنفسها وستصمم نفسها بنفسها أم أني سأبتكر تصاميم ليست موجودة.
إن كان هناك عقليات دكاترة بمثل هذا التفكير فكبر عليها أربعة لوفاتها.
في الحقيقة بعد هذا الموقف الذي مررت به ، ومواقف سابقة ، يؤسفني أن أقول أن هناك أناس يحتقرون مهنة المصمم ، ويرون أن التصميم للأغبياء أو للعاطلين ، فكم من شخص يقول لي بثوب الناصح ، (خل عنك التصميم ما منه فايدة)
لكن يبقى هناك أمل أن الوضع لدينا في تحسن وأن أمثال هذه العقليات في انحصار بإذن الله تعالى.
وأعتذر يا كرام إن كانت هناك كلمات جارحة فمن الموقف السابق ربما خرجت عن طوري لكنها خلجات ورسائل في القلب أبت إلا الخروج ، وإن كان لديك مواقف مرت عليك مع عقليات تحتقر التصميم فلا بأس بطرحها هنا.
منقول
0 Comments :
إرسال تعليق
قال تعالى( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )